قالت "عائشة": فوالله ما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه نحو نحره حتى ألقت السماء بأرواقها، وجاءه أهل البطنان يصيحون إليه: يا رسول الله، الغرق الغرق، فأومأ بطرفه إلى السماء وضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، فانجاب السحاب عن المدينة حتى أحدق بها كالإكليل، ثم قام رجل من "كنانة" فأنشده:
(لك الحمد والحمد ممن شكر ... سقينا بوجه النبي المطر)
(دعا الله خالقه دعوة ... إليه وأشخص منه البصر)
(فما كان إلا كما ساعة ... وأسرع حتى رأينا الدرر)
(دقاق العزائل جم البعاق ... أغاث به الله عليا مضر)
(به يسر الله صوب الغمام ... فهذا العيان كذاك الأثر)
(فمن يشكر الله يلق المزيد ... ومن يكفر الله يلق الغير)
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اجلس فإن يك شاعر أحسن فقد أحسنت اهـ.
وفي "النهاية لابن الأثير" العزائل أصله العزالي مثل الشائك والشاكي، والعزالي جمع عزلاء، وهي فم المزادة الأسفل، شبه اتساع المطر واندفاعه بالذي يخرج من فم المزادة، ومنه الحديث "فأرسلت السماء عزاليها".اهـ.
[والبعاق كغراب بموحدة وعين مهملة وألف وقاف: المطر واندفاعه].