للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأت في أخبار الوزير "علي بن عيسى" رحمه الله أنه رأى كاتباً يبري قلماً بمجلسه فأنكر ذلك عليه وقال: مالك في مجلسي إلا القط فقط؟

ــ

خبر المبتدأ أو أكثر منصوب على أنه خبر كان والتقدير: ونحن ما كنا قط أكثر منا في ذلك الوقت، وجاز إعمال ما بعدها فيما قبلها إذا كانت بمعنى ليس. اهـ.

وقال "الغرناطي": الذي جوزه مراعاة لفظة ما في قوله ما كنا قط وإن كانت غير نافية، وقد تراعى الألفاظ دون المعاني. وهو كلام حسن، وقال "ابن هشام" في "القواعد": ما أفعله قط لحن، لاستعماله في غير موضعه، واعترض عليه "ابن جماعة" في شرحه بأنه غير صحيح، وقصاراه استعمال اللفظ في غير ما وضع له فيكون مجازاً لا لحناً، وجعله من اللحن عجيب، إذ لا خلل في إعرابه اهـ.

وليس بشيء لأن اللحن بمعنى مطلق الخطأ، وهم كثيراً ما يستعملونه بهذا المعنى. فإن قلت: إذا استعمل العرب لفظاً في محل مخصوص [كقط بعد نفي الماضي وكانت حالاً

<<  <   >  >>