فأما قولهم: أيس بتقديم الهمزة فإنه مقلوب من يئس, واستدل شيخنا "أبو القاسم" على صحة ذلك بأن لفظة يئس تساوي لفظة اليأس الذي هو الأصل في نظم الصيغة ونس الحروف لكون الياء مبدوءا بها فيهما, والهمزة مثنى بها بخلاف العلة حكم على لفظة أيس بأنها مقلوبة من يئس. والمقلوب لا يتصرف تصرف الأصل ولا يكون له مصدر, وأما إياس فهو عند المحققين مصدر أسته أي: أعطيته, والاسم منه الأوس الذي اشتقت منه الموساة, فكأنهم سموا "إياساً" بمعنى تسميتهم عطاء. قال الشيخ "أبو القاسم" الفضل النحوي رحمه الله: فأما قولهم: جذب وجبذ فليست هاتان اللفظتان عند المحققين من النحويين من قبيل المقلوب كما ذكر أهل اللغة, بل هما لغتان, وكل واحدة منهما أصل في نفسها,
ــ
وهو مستفعل من العطاء [أي يسأل أن يعطي] وأما الأسوة فمن أسوت الجرح إذا داويته. اهـ .. وقال "ابن السكيت" أيس يأساً ويئس يأساً مصدرهما واحد, وأما "ابن القويطة" فقال: أيس من الشيء يأسا وإياساً فهو آيس. وفي قول المصنف (والاسم منه الأوس) نظر. وقوله:(اشتقوا منه المواساة) فيه أن [مادة] أوس من الأجوف, والمواساة معتلة اللام فهما أصلان مختلفان فكيف يشتق أحدهما من الآخر؟ وأيضاً المواساة بالواو, وإن