ويروي ثدياه بالرفع على تقدير إضمار الهاء أي كأنه, وقد قيل: إنه كأن جاءت بمعنى لكنه فلهذا رفع, ورواه "المبرد" كأنه ثدييه, فقيل له: بأي شيء نصيته؟ فقال: أراد كأنه فأعملها مع التخفيف. ومن أوهامهم أيضاً الثدي جميعهم إياه على ثدايا, والصواب جمعه على ثُدِي, وكان الأصل فيه ثدوء على وزن فعول, فقلبت الواو ياء لسكونها قبل الياء ثم أدغمت إحدى الياءين في الأخرى.
ــ
(فأما تسمية المقتول بالنهروان "ذي الثدية" فليست لإشارة فيه إلى أن له ثديا). [يعنى أن المراد به أن يده لنقص خلقتها شبهت بثدي المرأة بدليل أنه روى ذا اليدية بياء تحتية فليس مما نحن فيه حتى يرد نقصا]. وقيل: إنه مصغر ثدي بناء على أنه مؤنث كما مر, وقيل: هو مصغر ثندوة بحذف نونه وقلب واوه ياء. وفي "مسلم" في حديث الخوارج: فيهم رجل له عضد وليس له ذراع وعلى [عضده] مثل حلمة الثدي عليه شعرات [بيض] .. الحديث, وفي "أبي دواد" مثله, وهو "نافع المخدع" ولقب ذا الثدية, كما في "جامع الأصول".