كما قالوا: آل حم بمعنى الحواميم فهو هنا بمعنى ذوو المراد به ما يطلق عليه، ويُستعمل فيه هذا اللفظ وهو مجاز عن الصحبة المعنوية، وفي كلام "الرضي" وغيره إشارة إلى هذا [إلا] أنهم لم يصرحوا بتفسيره. فعليك بحفظه فإنه من الفوائد التي لا توجد في غير كتابنا هذا.
(وعلى هذا قوله:
(وجدنا لكم في آل حم آية ... تأولها منا تقي ومعرب)
هذا من قصيدة "للكميت بن زيد" في "هاشمياته" وهي قصائد في مدح أهل البيت أفردها بالتدوين لمغلاته في محبتهم، وأولها:
(طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب ... ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب)
(ولم يلهني دلّ ولا رسم منزل ... ولم يتطربني بنان مخضب)
(ولا أنا ممن يزجر الطير همُّه ... أصاح غرابٌ أم تروَّغ ثعلب)
(ولا السائحات البارحات عشية ... أمَرَّ صحيح القرن أم مرّ أعضب)
(ولكن إلى أهل الفضائل والنهى ... وخير بني حواء والخير يطلب)
(إلى النفر البيض الذين يحبهم ... إلى الله فيما نابني أتقرب)
(بني هاشم رهط النبي فإنني ... بهم ولهم أرضى مراراً وأغضب)