ومن اجتهاداته - صلى الله عليه وسلم - ما كان النظر فيه إلى مقاصد الشريعة وتحقيق مصالح العباد، ومن هذا النوع اجتهاداته - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بدر الكبرى.
٣ - أولاً: قبل المعركة.
(أ) نزوله - صلى الله عليه وسلم - بالجيش في مكان رأى فيه - باجتهاده مصلحة حربية اقتضت عنده عليه صلاة والسلام النزول بالجيش فيه.
(ب) قبوله - صلى الله عليه وسلم - رأي الحباب بن المنذر أن هذا المكان ليس منزل رأي وحرب ومكيدة.
وذلك بعد أن سأل الحباب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن منزله الذي هو فيه بقوله:" يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: " بل هو الرأي والحرب والمكيدة " قال: " يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل فامض بالناس حى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثم نغوِّر ما وراءه من القُلُب ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون "، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لقد أشرت بالرأي ".