(٢) خلاصة هذه الأسطورة، أنّه كان في طليطلة دار ملك القوط، بيت مغلق يحرسه قوم من ثقات القوط. وكانت العادة أنه إذا تولّى من القوط ملك زاد على البيت قفلاً، فلما تولّى لذريق عزم على فتح الباب والاطّلاع على ما بداخل هذا البيت، فأعظم ذلك أكابرهم، وتضرعوا إليه أن يكفّ عن ذلك، فأبى. وظنَّ أنّه بيت مال، ففضّ الأقفال عنه ودخله، فأصابه فارغاً لا شيء فيه، إلا المائدة التي كانت تُعرف بمائدة سليمان، وتابوت عليه قفل، فأمر بفتح التابوت، فألفاه فارغاً ليس فيه شيء غير شقّة مدرجة، قد صورت فيها صور العرب على الخيول وعليهم العمائم، متقلّدي السّيوف، متنكبي القسيّ، رافعي الرايات على الرِّماح، وفي أعلاها كتابة بالعجمية، فقُرئت فإذا هي: إذا كُسرت هذه الأقفال من هذا البيت، وفُتح التّابوت، فظهر ما فيه من هذه الصورة، فإنَّ الأُمّة المصوّرة قد تغلب على الأندلس وتملكها. انظر التفاصيل حول هذه القصة في: تاريخ افتتاح الأندلس لابن القوطية (٣٢ - ٣٣) والبيان المغرب (٢/ ٤) ونفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (١/ ٢٣١ - ٢٣٢) و (١/ ٢٣٥). (٣) انظر التفاصيل في فجر الأندلس (٥٢ - ٥٣).