للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الصيف قد انقضى، وأقبل شهر تشرين الأول (أكتوبر) سنة ثلاث وتسعين الهجرية (تشرين الأول ٧١١ م) ومعه برد الخريف، ففضّل طارق وأصحابه العودة إلى طليطلة لكي يقضوا الشتاء فيها (١)، وكانت الغنائم قد أثقلت جيش طارق إلى حدّ عظيم.

ومع هذا، فهناك روايات أخرى، تشير إلى أنه استمر في فتوحه، فوصل إلى جلِّيقِيّة (٢) ( Galicia) وأَسْتُرْقَة (٣) ( Astorga) وما يجاورهما من مناطق (٤)، الأمر الذي يصعب تصديقه، خاصة إذا أخذنا بنظر الإعتبار، إطلالة الشتاء، ووعورة المنطقة (٥). وتغلغل طارق عميقاً في أنحاء الأندلس، بشكل لا يتناسب مع ما لديه من قوّات مقاتلة (٦). وفي ذلك يقول ابن حَيّان - فيما ينقله


= المناسك، ويصفّونها على المذابح في الأعياد للمباهاة بزينتها، فكانت تلك المائدة بطليطلة مما صيغ في هذا السبيل" ... ، وبقيّة العبارة تدلّ صراحة على أن تلك المائدة إنما كانت لمذبح كنيسة طليطلة، ونقل المائدة إلى قلعة هنارس، فيما يبدو، لتهريبها من المسلمين، ولوضعها في مكان حصين، وكانوا يظنون أنّ المسلمين يصعب عليهم الوصول إليه بسهولة ويسر. والمصادر الإسلامية تصف هذه المائدة بأنها: "كانت من زبرجدة خضراء، حافاتها وأرجلها منها"، والغالب أنهم كانوا يريدون أنّها كانت محلاّة بالزبرجد الأخضر، انظر فتوح مصر والمغرب (٢٠٥) وأخبار مجموعة (١٧ و ١٩) والبيان المغرب (١/ ١٤) ونفح الطيب برواية ابن حيان (١/ ٢٧٢) وفتح الأندلس (٩).
(١) أخبار مجموعة (١٥) وابن الأثير (٤/ ٥٦٤) والبيان المغرب (٢/ ١٢) والنويري (٢٢/ ٢٨) ونفح الطيب برواية ابن حيان (١/ ٤٥٦) والرسالة الشريفية (١٩٢).
(٢) جلِّيقية: ناحية قرب ساحل البحر المحيط من ناحية شمالي الأندلس في أقصاه من جهة الغرب، انظر معجم البلدان (٣/ ١٣١).
(٣) إسترقة: بلد بناحية جليقية قرب ساحل المحيط وقرب مدينة ليون، انظر قادة فتح المغرب (١/ ٢٦٨).
(٤) ابن القوطية (٩) وابن الأثير (٤/ ٥٦٤) والرسالة الشريفية (١٦٢) والنويري (٢٢/ ٢٨) ونفح الطيب (١/ ٢٦٥).
(٥) الفتح والاستقرار العربي الإسلامي في شمال إفريقيا والأندلس (١٧٤).
(٦) قادة فتح المغرب العربي (١/ ٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>