للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنوبية والغربية التي خلّفها طارق دون فتح، وذلك لحماية جناح طارق الأيسر من جهة، ولتدعيم قواعد الفتح المتقدمة في الأندلس، ولتثبيت قوات العدو بإشغالها في جبهات عديدة بقوات المسلمين الضاربة، فلما تم له ذلك سار إلى طارق ولقيه في طَلَبِيرَة (١) على مقربة من طُليطلة، ويقال: إن الملاقاة بين طارق وموسى حدث في مكان يدعى المعرض ( Almaraz) بين نهري تاجُهْ ( Tajo) والتيتار ( Tietar) قرب طَلَبيرَة غربي طُليطلة (٢). وحين التقيا قال موسى لطارق: "يا طارق! إنه لن يجازيكَ الوليد بن عبد الملك على بلائك، بأكثر من أن يمنحك الأندلس، فاستبحه هنيئاً مريئاً"، فقال طارق: "أيها الأمير! والله لا أرجع عن قصدي هذا، ما لم أنتهِ إلى البحر المحيط، أخوض فيه بفرسي"، ولم يزل طارق يفتح وموسى معه، إلى أن بلغ إلى جِلّيقيّة، وهي على ساحل البحر المحيط (٣).


(١) طلبيرة: مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة كبيرة، قديمة البناء، على نهر تاجُهْ، بضم الجيم. وهي ( Talavera de la Raina) إلى الغرب من طليطلة، انظر التفاصيل في: معجم البلدان (٧/ ٥٣) وابن الأبار (٢/ ٢٥٧) والروض المعطار (١٢٧) وآثار البلاد وأخبار العباد (٥٤٥) وصفة المغرب والأندلس للإدريسي (١٨٧) وجغرافية الأندلس وأوروبا (٨٩).
(٢) فتح مصر والمغرب (٢٠٧) وأخبار مجموعة (١٨) وفتح الأندلس (١١) والبيان المغرب (٢/ ١٦) والرسالة الشريفية (١٩٣) ونفح الطيب برواية ابن حيّان (١/ ٢٧١)، وقارن: Saavedra.p.٩٨.
(٣) نفح الطيب (١/ ٢٢٧)، فأين ذلك مما جاء في كتاب: فتح مصر والمغرب (٢٨٣): "وأخذ موسى بن نُصير طارق بن عمرو، فشدّه وثاقاً وحبسه وهمّ بقتله. وكان مغيث الرومي غلاماً للوليد بن عبد الملك، فبعث إليه طارق: إنك إن رفعت أمري إلى الوليد، فإنّ فتح الأندلس كان على يديّ، وأنّ موسى حبسني يريد قتلي، أعطيتك مائة عبد ... وعاهده على ذلك ... فلما أراد موسى الإنصراف، ودّع موسى بن نصير، وقال له: لا تعجل على طارق، ولك أعداء، وقد بلغ أمير المؤمنين أمره، وأخاف عليك وجده! فانصرف مغيث وموسى بالأندلس!
"فلما قدم مغيث على الوليد، أخبره بالذي كان من فتح الأندلس على يدي طارق، وبحبس موسى إياه، والذي أراد به من القتل، فكتب الوليد إلى موسى، يقسم له =

<<  <  ج: ص:  >  >>