للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التابعين (١) مع مغيث الرّومي مولى الوليد بن عبد الملك، رسولين إلى الخليفة ينهيان إليه أخبار الفتوح، يوم كان موسى في طُليطلة بعد أن استعاد فتحها من جديد، وذلك سنة أربع وتسعين الهجرية، فعاد مغيث إلى موسى بما أمره به الوليد.

ولكن قدوم مُغيث، لم يصرف موسى عن المضي في إتمام هذه الفتوح التي صاحبها التوفيق إلى هذه الساعة، فبذل جهده للبقاء في الأندلس بعض الوقت، ريثما يتم فتح جلِّيْقِيّة، ولاطف مغيثاً من أجل ذلك، وسأله إمهاله إلى أن ينفِّذ عزمه في فتح جَلِّيْقِيّة، والمسير معه أياماً، ويكون شريكه في الأجر والغنيمة، ففعل مغيث ومشى معه (٢). وقد وهب مغيثاً القصر الذي ينسب إلى مغيث في عهد المسلمين، وهو: (بلاط مغيث) بجميع أرضه من أرض الخمس (٣)، نظير إمهاله بعض الوقت ومصاحبته في غزوة جلِّيْقِيّة. وقبِل مغيث هذه الشروط، فلما اطمأن موسى إلى ذلك، بادر بالسير شمالاً لفتح قَشْتَالة (٤) القديمة Old Castille) أو ( Castilla la Vieja تأميناً للحدود الشمالية


= بن عبد الملك، ثم عتب عليه عبد العزيز، فأغزاه إفريقية، إلى أن توفي بها، ويقال: إن وفاته كانت في سنة أربع عشرة ومائة الهجريّة، وقيل توفي سنة سبع عشرة ومائة الهجرية، انظر التفاصيل في: تاريخ علماء الأندلس (١/ ٣١٠) رقم ٩١٥ ورياض النفوس (١/ ٧٧ - ٧٨) ونفح الطيب (١/ ٢٦٠ - ٢٦١)، وانظر الإمامة والسياسة (٢/ ٧٥ - ٧٦) حول إيفاده إلى الوليد بن عبد الملك من قبل موسى بن نصير.
(١) دخل الأندلس أربعة من التابعين هم: علي بن رباح اللّخْمي، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن زياد الحبليّ، وحنش بن عبد الله الصنعاني، وحيوة بن رجاء التميمي، وفي بغية الملتمس (٥١): إنّ محمد بن أوس الأنصاري وهو من التابعين غزا الأندلس مع موسى بن نُصير، وانظر تاريخ علماء الأندلس (١/ ٣١٠)، هذا بالإضافة إلى موسى بن نُصير الذي كان من التابعين أيضاً.
(٢) نفح الطيب (١/ ٢٥٨).
(٣) الرسالة الشريفية في الأقطار الأندلسية (٢٠٤).
(٤) قشتالة: إقليم عظيم بالأندلس، قصبته اليوم طليطلة، انظر معجم البلدان (٧/ ٩٣) وجغرافية الأندلس وأوروبا (٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>