هذه التجربة التي نجح فيها طارق في إفريقية والمغرب حسب، وقد مكث موسى فيها سنوات قليلة، أم أن هذه التجربة سبقت قدوم موسى إفريقية والمغرب، واستمرت بعد ذلك في إفريقية والمغرب؟؟
والجواب على ذلك صعب، لأن المصادر المعتمدة لا تيسر الجواب الواضح، إذ لا نصوص تدلّ عليه أو تشير إليه، فمثل هذه الثقة لا تتكوّن بسهولة وسرعة، فمن المحتمل أنّ طارقاً اتصل بموسى في مصر قبل توليه، إفريقية والمغرب، وليس ذلك ببعيد الاحتمال، ولكن لا دليل عليه من النصوص المتيسرة في المصادر المعتمدة.
على كل حال، نجح طارق إدارياً في ولايته على طنجة، فقد أصبح موثوقاً به من البربر بخاصة، ومن أهل المدينة بعامة، وأصبح موضع حبّهم وولائهم، وقد تخطت شعبية طارق حدود ولايته إلى ما جاورها من الولايات، فكان سبباً من أسباب استمالة يُليان إلى المسلمين، مهما تكن الأسباب الأخرى، فاتصل يُليان بطارق، وكان طارق صلة ارتباط يُليان بموسى بن نصير، وسبباً من أسباب تسليم سَبْتَة للمسلمين سلماً بدون قتال، ومعاونة يُليان وتعاونه مع المسلمين في فتح الأندلس، كما ذكرنا ذلك.
ولا مجال للشك، فى أن اتصال يُليان بطارق وموسى، وتسليم سبتة للمسلمين سلماً، بعد أن استعصى عليهم فتحها بالقتال، وتعاون يُليان مع المسلمين ومعاونته لهم في فتح الأندلس، كان حسنة من حسنات طارق، تُعرف له وتُذكر بالشكر والعرفان.
كما كان التفاف البربر حول قيادته في طنجة أولاً، وفي الأندلس ثانياً، دليلاً على تمتعه بالخلق الكريم.
ولا أحد يدري أين ولد طارق؟ ولا أيامه الأولى قبل اتصاله بموسى بن نصير؟ ولا أيامه بعد رحيل موسى عن هذه الدنيا إلى جوار الله؟ كما لا يعرف أحد عن عدد أولاده ولا أسمائهم، ومتى جرى رحيل بعضهم أو رحيلهم إلى الأندلس، ولا يدري أحد هل رحل أولاد طارق إلى الأندلس، أم رحل