العسكرية، ولكنّه كان يتعرّض إذا لم ينجح في حمل عدوّه على الصّلح.
وكان يطبِّق مبدأ المباغتة، ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ولكن قبل أن يباغت عدوّه، يحاول أن يحقِّق هدفه بلا قتال بالمفاوضات لعقد الصلح، فإذا لم ينجح في تفادي القتال، حاول أن يباغت عدوّه بالمكان أو بالزمان أو بالأسلوب. أما العدو، فلم يستطع أن يباغت قوّات عبد العزيز في يوم من الأيام.
وكان يطبّق مبدأ: حشد القوّة، لتكون جاهزة لقتال العدو، دون تفريط في جزء منها بلا مسوِّغ، ولم تكن قوّاته في حينه كبيرة، لذلك لم يكن بمقدوره الاستغناء عن جزء منها.
ولم يكن يُغفل مبدأ: الاقتصاد في المجهود، فكما كان لا يفرِّط بجزءٍ من قوّاته دون مسوِّغ، كان يحول دون التفريط بجزء منها دون مسوِّغ أيضاً، وقد كان من أولئك القادة الذين لا يغرٍّرون برجالهم، ويحرصون على أرواحهم حرصاً لا مزيد عليه.
وكان يسهر على: أمن رجاله، وقد نوّهنا بمبلغ حرصه على أرواحهم، وذكرنا أنّه لا يغرّر بهم، وأنّ العدو لم يستطع مباغتة رجاله في يوم من الأيام، مما يدلّ على أنّه كان يطبق مبدأ: الأمن، بشكل يدعو إلى التقدير.
وكان يطبِّق مبدأ: المرونة، في خططه التعبوية، فالمقصد من العملية واضح لديه، والخطة مرسومة سلفاً لتحقيق المقصد، ولكن الخطة قابلة للتحوير والتّطوير بالنسبة للظروف والأحوال، فلا يصرّ على تطبيق خططه إذا اقتضت الظروف إدخال التعديلات عليها، ما دامت تلك التعديلات لا تؤثِّر في تحقيق المقصد المطلوب.
وكان لا يتوانى عن: التعاون، بين قوّاته، تعاوناً وثيقاً، وبين قوّاته وقوّات غيره من قادة المسلمين، كما فعل مع قوّات أخيه عبد الأعلى، وبين قوّاته وقوّات القيادة العامّة التي كان أبوه موسى على رأسها، وقد لمسنا همّته في استعادة فتح إشبيلية ولَبْلَة وباجَة لتأمين خطوط مواصلات طارق وموسى،