للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعوام، وأن يقدِّم ولده الأكبر رهينة مع عدد آخر من أبناء الأمراء والأكابر ضماناً بحسن وفائه، وتعهد الملكان الكاثوليكيان من جانبهما بالإفراج عن أبي عبد الله فوراً، وألاّ يكلّف في حكمه بأي أمرٍ يخالف الشريعة الإسلامية، وأن يعاوناه في افتتاح المدن الثائرة عليه من مملكة غرناطة، وهذه المدن متى تم فتحها تغدو واقعة تحت طاعة ملك قشتالة، وأن تستمر هذه الهدنة لمدة عامين، من تاريخ الإفراج عن السلطان الأسير (١).

وتختلف الروايات في تاريخ الإفراج عن أبي عبد الله محمد، فتقول بعض الرويات المعاصرة: إنه أفرج عنه لأشهر قلائل من أسره في أوائل (أيلول - سبتمبر ١٤٨٣ م)، ولكن هناك رواية أخرى تقول بأنه استمر في الأسر أكثر من عامين، وإنه لم يفرج عنه إلا في أواخر سنة (١٤٨٥ م) أو أوائل سنة (١٤٨٦ م) (٢). وهذه رواية يؤيدها صاحب أخبار العصر، إذ يقول: إن العدو أطلق سراحه في أواخر سنة (٨٩٠ هـ- ١٤٨٥ م) عقب انتصار المسلمين على النصارى في موقعة مكلين (٣)، هذا فضلاً عن أنه يذكر لنا أن أبا عبد الله قد أُسر في موقعة أخرى هي موقعة لوشة، كما سيأتي وأنه لم يفرج عنه إلاّ في أواخر سنة (٨٩١ هـ - ١٤٨٦ م) (٤).

وعلى أي حال، فقد أُفرج عن أبي عبد الله بعد أن أخذ عليه ملكا قشتالة سائر العهود والمواثيق التي تكفل لهما تحقيق سياسة قشتالة في القضاء على مملكة غرناطة، وبعد أن أتى بالرهائن المشترط تسليمهم. وسار أبو عبد الله وصحبه الذين قدموا لمرافقته، ومعه سرية من الجند القشتاليين، إلى بعض الحصون الشرقية النائية التي قامت ...................................


(١) أورد المستشرق M. Gaspar y Reniro في كتابه Arabes de la Corte Nazari de Granada
(٢) Gaspar Y Remero ; ibid ; P. ٢٧.
(٣) أخبار العصر (١٨).
(٤) أخبار العصر (٢١ - ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>