دارهم وفرسانهم وغيرهم، صغاراً وكباراً، العبور إلى المغرب، فإن جلالتهما يجهزان الآن وفي أي وقت سفينتين لعبور الأشخاص المذكورين، متى شاءوا، تحملهم وكل أمتعتهم وماشيتهم وسلاحهم، وذلك دون أي أجر أو نفقة.
وأنه إذا لم يتمكن الملك المذكور وأولاده وأحفاده وأعقابه، والملكات المذكورات، وزوجة مولاي أبي الحسن والقواد والحشم والخدم، وقت عبورهم إلى المغرب، من بيع أملاكهم المشار إليها، فإن لهم أن يوكلوا من شاءوا لقبض ريعها، وإرسالها حيث شاءوا دون أي قيد أو مغرم.
وأنه يحق للملك المذكور، متى خرج من غرناطة، أن يسكن أو يقيم متى شاء، في الأراضي التي قطعت له، وأن يخرج هو وخدمه وقواده وعلماؤه وقضاته وفرسانه، الذين يريد الخروج معه، بخيلهم وماشيتهم، متقلدين أسلحتهم، وكذلك نساؤهم وخدمهم، وألاّ يؤخذ منهم شىء سوى المدافع، وألاّ يفرض عليهم الآن أو في أي وقت، وضع علامة خاصة في ثيابهم أو بأية صورة، وأن يتمتعوا بسائر الإمتيازات المقررة في عهد تسليم غرناطة. وأنه في اليوم الذي يتم فيه تسليم الحمراء وحصونها، يصدر جلالتهما المراسيم اللازمة بالمنح المذكور، موقعة ومختومة، ومصدّقاً عليها من ابنهما الأمير والكردينال وسائر العظماء (١).
تلك هي الشروط التي وضعت لتسليم آخر القواعد الأندلسية، وتلك هي الامتيازات والمنح التي منحت لآخر ملوك الأندلس. فأما فيما يتعلق بغرناطة ومصاير الأمة المغلوبة، فقد كانت هذه المسهبة، والتي اشتملت على سائر الضمانات المتعلقة بتأمين النفس والمال، وسائر الحقوق المادية، وصون الدين والشعائر، والكرامَة الشخصية، أفضل ما يمكن الحصول عليه في مثل هذه المحنة، لو أخلص العدو الظافر في عهوده، ولكن هذه العهود لم تكن