للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلفه في الرئاسة فيما بعد، وصالح ريس، وسنان اليهودي، وإيدين ريس وغيرهم من المغامرين، الذين اشتهروا بالجرأة والبراعة. وبسط أولئك البحارة الترك سلطانهم على معظم جنبات البحر الأبيض المتوسط، واشتهروا بغاراتهم على الشواطئ الإيطالية والإسبانية، والتفّ حولهم معظم المجاهدين والمغامرين من المغاربة والموريسكيين. وبدأ خير الدين غاراته في المياه الإسبانية بمهاجمة الشواطئ الشرقية، وقطع خلال هذه الغارة ثلاثة أشهر، عاث فيها في البقاع الساحلية، وجمع في سفنه كثيراً من الموريسكيين الراغبين في الهجرة، وأسر كثيراً من الإسبان. وعرج أثناء عوده على جزيرة منورقة. وكان من أهم الغارات التي نظمها خير الدين على الشواطئ الإسبانية، غارة وقعت في سنة (١٥٢٩ م)، وذلك أن جماعة من الموريسكيين في بلنسية فاوضوه لكي ينقلهم خلسة إلى عدوة المغرب، فأرسل عدّة سفن بقيادة نائبيه: إيدين ريس، وصالح ريس، إلى المياه الإسبانية، ورست السفن المغيرة ليلاً عند أوليفا الواقعة شمال غربي دانية أمام مصب نهر (ألتيا)، ونزلت منها إلى البر قوة استطاعت أن تجمع من الأنحاء المجاورة نحو ستمائة من الموريسكيين الراغبين في الهجرة، وهنا فاجأت السفن المغيرة عدة من السفن الإسبانية الكبيرة، وطاردتها حتى مياه الجزائر الشرقية (البليار). ولكن سفن بربروسا انقلبت فجأة من الدفاع إلى الهجوم، وانقضت على السفن الإسبانية وأغرقت بعضها، وأسرت بعضها الآخر، وسارت سالمة إلى الجزائر تحمل الموريسكيين الفارين، وعدداً من أكابر الإسبان أخذوا أسرى، ومعها عدة من السفن الإسبانية الفخمة. وكان صريخ الموريسكيين يتوالى إلى خير الدين وحلفائه من أمراء المغرب، ولا سيما أيام الثورات المحلية التي تشتد فيها وطأة الإسبان على الأمة المغلوبة، ومن ثم فقد توالت بعوث خير الدين وغاراته على الشواطئ الإسبانية، وتتابعت الفرص لدى الموريسكيين، للفرار والهجرة رفق السفن المغيرة، حتى بلغ ما نقلته سفن خير الدين منهم إلى شواطئ المغرب نحو سبعين

<<  <  ج: ص:  >  >>