كثرة بروايات وطرق مختلفة، فمن جيّدها طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه» وهناك رواة آخرون يتفاوتون في جودة الرواية عن ابن عباس، ومقدار الثقة التي يمكن أن ينظر بها إلى رواياتهم.
ومهما يكن الأمر فإننا- برغم هذه الروايات الكثيرة- لا نكاد نضع ثقتنا الكاملة إلا في قليل منها. ولقد روي عن الإمام الشافعي أنه قال:«لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث».
[كتب التفسير التي جمعت مأثور الروايات:]
بعد عصر التابعين دونت تفاسير تجمع أقوال الصحابة والتابعين يذكر الزركشي كثيرا منها (١). وكثير من هذه التفاسير التي تذكر تعد الآن مفقودة، لكننا لا نزال نملك عددا صالحا من كتب التفسير التي جمعت كل ما ينسب إلى الصحابة والتابعين. يجيء في مقدمتها:
[تفسير الطبري:]
صاحب هذا التفسير هو العالم المؤرخ الكبير محمد بن جرير الطبري.
(المولود عام ٢٢٤، والمتوفى عام ٣١٠). لقد خلف لنا هذا العالم الجليل أكبر موسوعة في تاريخ العرب والإسلام إبان القرون الثلاثة الأولى من هذا التاريخ.
وكانت طريقة الطبري في كتابة التاريخ معتمدة على الأسانيد. فهو يروي الوقائع التاريخية بأسانيدها.
وكذلك اعتمد في تفسيره الكبير الذي يشغل ثلاثين جزءا على الروايات المسندة، وقد أجتهد الطبري في تحرير الأسانيد التي ذكرها، وأبان قويّها من ضعيفها ويكاد يكون تفسيره أوسع التفاسير، لكنه مع ذلك لا يخلو من روايات ضعيفة، كما أنه يشتمل على مادة لسنا بحاجة اليها اليوم في فهم القرآن الكريم.