مما روي عن ابن عباس أنه قال: إن منافقي أهل الكتاب كانوا إذا لقوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: آمنا بالذي آمنتم به، ونشهد أن صاحبكم صادق، وأن قوله حق، ونجده بنعته وصفته في كتابنا، ثم إذا خلا بعضهم إلى بعض قال الرؤساء لهم: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم في كتابه من نعته وصفته ليحاجّوكم به، أما معنى قوله لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أي ليكون لهم الحجة عليكم عند الله في الدنيا والآخرة، في إيمانكم بالنبي، إذ كنتم مقرّين به، ومخبرين بصحة أمره من كتابكم، فهذا يبيّن حجتهم عليكم عند الله. وقال ابن الأنباري: معنى عِنْدَ رَبِّكُمْ أي في حكم ربكم، كما يقال هذا حلال عند الشافعي، أي في حكم الشافعي.
أَفَلا تَعْقِلُونَ أي أفلا تفقهون أيها القوم أن إخباركم محمدا وأصحابه بما تخبرونهم به من وجود نعت محمد في كتبكم حجة عليكم عند ربكم يحتجون بها عليكم.