هذا مبحث جليل من مباحث علوم القرآن الكريم، يعتمد عليه في فهم قسم من القرآن نزل لأسباب معينة، إجابة لسؤال، أو بيانا لحكم، يتعلق بحادثة من الحوادث التي وقعت إبان حياة الرسول، وقد اهتم بهذا الموضوع بعض العلماء منذ وقت مبكر. وذكر السيوطي أهم من ألفوا فيه وهم علي بن المديني شيخ البخاري، والواحدي (وإن كان ينسب اليه القصور،)، والجعبري الذي اختصر كتاب الواحدي بحذف أسانيده، وابن حجر العسقلاني الذي ترك مسودة لكتاب في أسباب النزول لم يكتمل، وذكر
السيوطي بعد ذلك الكتاب الذي قام هو بتأليفه ودعاه لباب النقول في أسباب النزول.
وينقسم القرآن إزاء هذا الموضوع إلى قسمين، قسم نزل ابتداء، أي بدون سبب من الأسباب التي اصطلح على تسميتها بأسباب النزول، وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال.
وقد زعم البعض أنه لا طائل وراء هذا البحث، إذ أنه لا يعدو- عند هذا البعض- أن يكون جاريا مجرى التاريخ، لكن هذا الرأي بعيد عن الصواب.
فسبب النزول يعين على معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم. كما أن هناك أبحاثا في أصول الفقه استندت على معرفة سبب النزول، أو أفادت منها،