قال السدّي:«إن الله أخذ على بني إسرائيل في التوراة الميثاق أن لا يقتل بعضهم بعضا ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم، وأيّما عبد أو أمة وجدتموه من بني إسرائيل فاشتروه وأعتقوه، وكانت بنو قريظة حلفاء الأوس وبنو النضير حلفاء الخزرج، حين كان بينهما ما كان من العداوة والقتال، فكان كل فريق يقاتل مع حلفائه، فإذا غلبوا خربوا ديارهم، وأخرجوهم منها، ثم إذا أسر رجل من الفريقين جمعوا له مالا، فيفدونه، فعيرتهم العرب وقالت: كيف تقاتلونهم ثم تفدونهم، فيقولون: أمرنا أن نفديهم، وحرّم علينا قتالهم، ولكن نستحي أن نذلّ حلفاءنا، فذمّهم الله تعالى على المناقضة».
ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ خطاب خاص بالحاضرين من اليهود، فيه توبيخ لهم وتذكير بسوء فعلهم.
تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ تبدأ الآية الكريمة هنا تفصيل أحوالهم المنكرة وأولها قتل بعضهم للبعض الآخر وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ وهذا هو الإثم الثاني الذي أخذته عليهم الآية.
تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ تتعاونون على إخراجهم مع سواكم، وأنتم بفعلكم هذا متلبسون بالإثم والعدوان.