ومنهم من كان تصوفهم منهجا فكريا قد مزج الإسلام وعقائده ببعض المذاهب الإشراقية كالأفلاطونية المحدثة.
ومن أهم كتب التفسير الصوفي تفسير ابن سهل التستري وتفسير القشيري وتفسير ابن عربي. فأما تفسير القشيري فهو تفسير صوفي لا يبعد كثيرا عن تفسيرات أهل السنة، وإن استخدم المصطلحات الصوفية كالمقامات والأحوال والشهود والحجاب وما إلى ذلك. أما تفسير ابن عربي فيمثل التفسير الصوفي في مرحلة متأخرة من تاريخ التصوف. فمن المعروف أن ابن عربي صاحب فلسفة صوفية تختلف عن مذاهب الصوفية القدماء. وينسب اليه القول بوحدة الوجود وغير ذلك من المذاهب ذات الطابع الفلسفي، التي يقال إن التصوف قد اكتسبها من تأثره بفلسفات قديمة.
وسنمثل هنا بنص مقتبس من تفسير القشيري المعروف بلطائف الإشارات الذي تم تأليفه عام ٤٣٤ هـ، وذلك لبيان منهج التفسير الصوفي في صورة قديمة. ثم نأتي بعد ذلك بمثال مقتبس من تفسير ابن عربي الذي وضع بعد ذلك بنحو قرنين من الزمن.
[تفسير قوله تعالى:]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ القشيري: يقول القشيري في تفسير هذه الآية: «من كان في غطاء وصفه محجوبا عن شهود حقه فالإشارة لنعته أنه سيان عنده قول من دلّه على الحق، وقول من أعانه على استجلاب الحظ، بل هو إلى دواعي الغفلة أميل، وفي الإصغاء إليها أرغب. كيف لا وهو بكيّ الفرقة موسوم، وفي سجن الغيبة محبوس وعن محل القربة ممنوع، لا يحصل منهم إيمان، لأنه ليس من الحق أمان ...
ويقال إن الكافر لا يرعوي عن ضلالته لما سبق من شقاوته، وكذلك المربوط