من القرآن ما هو مكي ومنه ما هو مدني. ومن المعروف أن القرآن الكريم قد بدأ نزوله بمكة. وقد توالى نزوله بعد هجرة الرسول إلى المدينة. وليس ترتيب القرآن في المصحف مسايرا لتاريخ النزول، بل هو ترتيب توقيفي، كما سيرد في حديثنا عن جمع القرآن. والواقع أن النصف الأول من القرآن هو في غالبه مدني أما النصف الثاني فهو مكي. فما الذي يعنيه هذان المصطلحان؛؟ ما المراد حين توصف الآية بأنها مكية وحين توصف بأنها مدينة.
لقد فسر العلماء هذين المصطلحين على وجوه ثلاثة:
أولها: أن المكي ما نزل قبل الهجرة، وأن المدني ما نزل بعد الهجرة. وإن كان بمكة. وهذا هو أصوب الآراء وأولاها بالقبول. ذلك لأن هذا الرأي يأخذ في اعتباره تاريخ النزول، ولهذا أهميته الكبرى في معرفة الناسخ والمنسوخ واستنباط الأحكام. فالآية التي تتناول موضوعا أو حكما تناولته آية سابقة عليها، تكون ناسخة لتلك الآية السابقة.
ولقد حاول بعض المستشرقين الذين عنوا بتاريخ القرآن في العصر الحديث ترتيب آياته ترتيبا تاريخيا، ومن هؤلاء نولد كه وبلاشير. ونحن بحاجة إلى أن ننهض