الريب هو الشك. فهذا الكتاب الكريم قد بلغ من الوضوح وصدق الحجة إلى حيث لا ينبغي لمرتاب أن يرتاب فيه.
هُدىً لِلْمُتَّقِينَ أي أنه دليل يهدي ومرشد يوجه أهل التقوى. والتقوى هي اتقاء ما حرم الله فعله، وتجنب ما نهى عنه. هي أن يتقي الإنسان بصالح أعماله عذاب الله. وقال بعض المفسرين: التقوى هي أن لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفتقدك حيث أمرك.
ويفهم من مختلف تفسيرات الكلمة أن التقوى تكون في السلوك وكذلك في الاعتقاد، فمن حسنت أعماله، وصحت عقيدته فهو المتقي.
٣ - الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
أي الذين يصدقون تصديقا كاملا، أما الغيب فهو ما أخبر به الله مما غاب علمه عن العقول وشهوده عن الحواس. والإيمان بالغيب يقتضي درجة عالية من الإيمان، لأنه يدل على ثقة الإنسان الكاملة بما يخبره به الخالق، برغم أنه لم يتح له شهود شيء من ذلك الغيب المحجب.
وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ إقامة الصلاة أداؤها على الوجه الأكمل، بصورة يشترك فيها القلب والوجدان مع حركات الجوارح. فلا جدوى من صلاة يؤديها الإنسان بصورة حسية مجردة من شعور القلب، وإحساس الضمير بمعنى الصلاة، وما تعبر عنه من طاعة الإنسان لخالقه، وإيمانه به إيمانا قائما على المحبة والاقتناع.
وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أي ينفقون مما وهبهم الله من الرزق، والرزق هو الحظ والنصيب. وقد اختلف في معنى ما يوصف بأنه رزق، هل هو الرزق الحلال، أم أي كسب