أفتطمعون أيها المؤمنون أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ من طريق النظر والاعتبار، والانقياد للحق باختيارهم وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ أي من هم في مثل حالهم من أسلافهم يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ إذ تبلغهم رسالته واضحة جلية مدعمة بالآيات البينات، ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ أي يغيّرون معناه، أو يتأولونه على غير تأويله، أو يعمد أحبارهم إلى استغلال سذاجة الناس، وجهلهم، فيوجهونهم أي وجهة يريدونها مدعين أنهم يأمرون بما أمرت به التوراة. وقد كان اليهود الذين عاصروا الرسول ينكرون نبوته، برغم أنهم كانوا على علم بظهور النبي، إذ أن الأحبار كانوا يصرفون الناس عن الإيمان، ويحثونهم على التكذيب، ويظهرون لهم النبي بمظهر المدعي، وذلك برغم الأدلة الكثيرة التي كانت تبيّن لهم صدقه، وارتباط دعوته بما سبقها من الأديان، بما فيها دين بني إسرائيل.