هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي، التميميّ، البكريّ، الطبرستاني، الرّازي، الملقب بفخر الدين، والمعروف بابن الخطيب الشافعي، ولد سنة ٥٤٤ هـ وتوفي- رحمه الله- سنة ٦٠٦ هـ، وقد قيل في سبب وفاته: إنه كان بينه وبين الكرّامية خلاف كبير وجدل في أمور العقيدة، فكان ينال منهم وينالون منه سبّا وتكفيرا، حتى سمّوه فمات على إثر ذلك مسموما. (١)
كان- رحمه الله- متكلم عصره، وفريد زمنه، إماما في التفسير والكلام، والعلوم العقلية، وعلوم اللغة، جمع كثيرا من العلوم ونبغ فيها، ولقد أكسبه نبوغه العلمي شهرة عظيمة، فكان العلماء يقصدونه من البلاد، ويأتون لمجلسه من مختلف الأقطار والأمصار.
خلّف للناس مجموعة كبيرة من تصانيفه في الفنون المختلفة، وانتشرت في البلاد، ورزق فيها الخطوة الواسعة، والسعادة الكبيرة، حيث اشتغل الناس بها، وأعرضوا عن غيرها من كتب الذين سبقوه، أخذ العلم عن والده ضياء الدين