في قرية «محلة نصر» من إقليم البحيرة بمصر، ولد الشيخ محمد عبده بن حسن خير الله عام ١٨٤٩ م، ونشأ في أسرته المتوسطة الحال، نشأة أمثاله من القرويين، وترك بدون تعليم حتى ناهز العاشرة، ثم حفظ القرآن الكريم، والتحق طلبا للعلم بالجامع الأحمدي في طنطا، ثم انتقل إلى الجامع الأزهر في القاهرة.
في طليعة أيامه بالأزهر، مني بمعلمين غير أكفاء، رغبوه عن التعليم، ونفروه عن المعرفة، فسئم الدرس وفرّ، ولكنه أتيحت له ظروف جعلته يستسيغ حلاوة العلم، فصبر بعدها على مرارة التحصيل، وأقبل على الدرس بنهم وشغف، يسعفه عقل راجح، وذهن ثاقب، وبصيرة نافذة، حتى غدا نبراسا يضيء، وإماما يستفتى، وحجة من حجج الإسلام.
وحين وفد المصلح الكبير جمال الدين الافغاني على مصر، وأعاد إلى رحابها دروس الفلسفة والمنطق وعلوم الكلام والحكمة، كان «محمد عبده ألزم تلاميذه له، وأقر بهم منه، وأنبغهم فيما يأخذ عنه.
وفي عام ١٢٩٤ هـ نال اجازة العالمية من الازهر الشريف، وبعدها بعام