بطاعة الله وتسبيحه، وابتعادهم عن المعاصي التي رأوا أن بعض ذرية آدم سوف تتورط فيها، فتفسد في الأرض وتسفك الدماء.
ولهذا فإن إباء إبليس وكبره قاداه إلى الكفر، وأخرجاه من زمرة الملائكة، بعد أن تكشفت طبيعته أمام هذا الامتحان. ولقد نقل القرآن الكريم في موضع آخر احتجاج إبليس لعصيانه.
قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (الاعراف: ١٢، ص: ٧٦) وأنت ترى كيف تبدو هذه الحجة واهية، وتدل على الطبيعة الخسيسة التي اتصف بها هذا الشيطان. فما النار وما الطين أمام قدرة الخالق؟ وهل يجوز لمخلوق أن يتباهى بفضله أمام خالقه. إن قول الشيطان: أنا خير منه هو قول شائع في دنيا الناس، ينطق به كثير منهم، ويتجلى فيه مرض العجب الذي يصيب النفس فيبث فيها الحقد على الآخرين، كما أنه يصيب العقل بالغفلة. والاستكبار والتكبر والتعظم والتجبر نظائر، وحقيقة الاستكبار الأنفة مما لا ينبغي أن يؤنف منه وهو أيضا رفع النفس إلى درجة لا تستحقها.