للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معنى تلقي الكلمات استقبالها بالأخذ والقبول والعمل بها حين علمها. وقرئ بنصب آدم ورفع الكلمات، على أنها استقبلته بأن بلغته واتصلت به. وقد نقل القرآن الكريم كلمات آدم في التعبير عن توبته، وذلك قوله تعالى:

قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (الاعراف: ٢٣) فَتابَ عَلَيْهِ أي فرجع عليه بالرحمة والقبول، والأصل في التوبة ندم الإنسان على ما مضى من القبيح، والعزم على أن لا يعود إلى مثله في القبح.

وهنا نرى طبيعة آدم التي هي في حقيقتها طبيعة خيرة، وكيف أدرك أنه أخطأ، وأن الذنب الذي اقترفه كان من فعل يديه، فلم ينسب ذنبه إلى ربه، كما فعل الشيطان، حين نسب خطيئته إلى الله فيما نقل عنه القرآن من قوله:

رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ (١٥: ٣٩) فهنا ينسب الشيطان ضلاله إلى الله، وقد استقبلت توبة آدم بالغفران، ولم تكن الخطيئة آدم تبعات تقع على أبنائه، بل كل إنسان مسئول عن عمله.

٣٨ - قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ

تكرار الأمر بالهبوط للتأكيد. ويفسر الفخر الرازي تكرار الأمر بالهبوط على الوجه الآتي:

<<  <   >  >>