لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ يعني لا يعلمون من الكتاب إلا ما تتمناه قلوبهم. قال تعالى: وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ أي ما تتمناه قلوبهم.
وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ليس علمهم بالكتاب إلا من قبيل الظنون والأوهام، فهم بعيدون عن كل علم يقيني. وفي هذه الآية دليل على أن التقليد في الأمور التي يجب العلم بها غير جائز، وأن الاقتصار على الظن في أبواب الديانات لا يجوز، وأن الحجة بالكتاب قائمة على جميع الخلق، ما دام العلم به قد بلغهم، وأن من الواجب أن يكون التعويل على معرفة معاني الكتاب لا على مجرد تلاوته.
هؤلاء كذبوا على الله بأن نسبوا إليه ما لم ينزل، فكان إثمهم أنهم كذبوا على الله، وأنهم أضلوا الناس بهذا الكذب، وأنهم مهدوا بمثل هذه الكتابة سبيلا مستمرا للإضلال.
وقد زاد في شناعة إثمهم أنهم فعلوا ذلك كله من أجل الثمن القليل أي الكسب الدنيوي الحقير، فهم لم يفعلوا هذا التحريف ديانة بل إنما فعلوه طلبا للمال والجاه. وهذا يدل على أن أخذ المال على الباطل وإن كان بالتراضي فهو محرم، وقوله: