لم تكن هناك حاجة لتدوين علوم القرآن في عهد الرسول. فالرسول كان يتلقى الوحي من ربه، كما كان يتلقى بيان هذا الوحي ويعلم أصحابه. قال تعالى:
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (القيامة: ١٦ - ١٩) لقد بلغ الرسول ما أنزل إليه، وكان أصحابه يحفظون عنه القرآن، كما أنه أمر بكتابة ما كان يوحى إليه أول بأول، ونهى أصحابه عن أن يكتبوا عنه شيئا سوى القرآن الكريم.
روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني فلا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». كان الرسول عليه السلام يخشى أن يلتبس القرآن بغيره، وأن يدخل فيه ما ليس منه، ولهذا نهى أصحابه عن كتابة ما كان يحدثهم به. وقد مضى عصر لم تكتب فيه علوم القرآن ولا سجلت السنة النبوية