للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالْباطِلِ فالأظهر أنها باء الاستعانة، كما تقول: كتبت بالقلم. والمعنى ولا تلبسوا الحق بسبب الشبهات التي توردونها على السامعين، وما تقومون به من تحريف الدلائل أو إخفائها.

وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أن محمدا نبي حق وردت الإشارة إليه في كتبكم، أو وأنتم تعلمون البعث والجزاء وما يكون فيه من عقوبة للكفار والضالين، أو وأنتم تعلمون ما نزل من العقاب وما ينزل من ذلك بمن كذب على الله. والخطاب متوجه إلى رؤساء أهل الكتاب.

٤٣ - وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ

لما أمرهم الله بالإيمان أولا ثم نهاهم عن لبس الحق بالباطل وكتمان دلائل النبوة ثانيا ذكر بعد ذلك بيان ما لزمهم من الشرائع، وذكر من جملة الشرائع ما كان أكثرها دلالة على الطاعة وهي الصلاة أعظم العبادات البدنية المقترنة بخشوع الروح، والزكاة التي هي أعظم العبادات المالية. والدعوة إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة هنا إجمالية. وقد بين الرسول للناس أركان الصلاة.

والأصل في الصلاة الدعاء، ثم أصبحت علما على طريقة العبادة المعروفة، التي علّمها الرسول لأمته. أما الزكاة فهي في اللغة عبارة عن النماء. يقال زكا الزرع إذا نما. وتدل أيضا على التطهر. قال تعالى:

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى أي تطهر. والزكاة قد وصفت في حديث للرسول بأنها «تزيد الرزق وتكثر

<<  <   >  >>