للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(الْبارِئُ هو الخالق، الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت، وهو مع ذلك يتميز بعضه عن بعض بالأشكال المختلفة والصور المتباينة.

وقال بعض المفسرين إن الآية تتضمن أمرا لليهود بأن يقتلوا أنفسهم، أو بأن يقتل المؤمنون منهم من ارتدوا. ولعل المقصود اقتلوا النفس الأمارة بالسوء، وذلك بالإخلاص في العبادة وبالتوبة الصادقة. يقال: قتل الرجل نفسه ندما، وهذا- في اعتقادنا- هو الأقرب إلى الإمكان في فهم الآية. إن في قتل النفس الأمارة بالسوء، وذلك بإخضاعها لمشقة العبادة، وحرمانها من الشهوات واللذات الدنيوية ما يجعلها تتقرب من الله بعد اقتراف جريمة الكفر، وذلك بعبادة العجل والصوفية يعتبرون القتل هنا رمزا لإخضاع النفس وقتل هواها بالرياضة والتعبد.

٥٥ - وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ

صورة أخرى تنعكس فيها بلادة الحس عند اليهود، والعناد والتمسك بالمادية إلى أقصى الحدود. لقد رأوا المعجزات الباهرات، ومع ذلك لم يقتنعوا، بل طالبوا موسى بأن يريهم الله جهرة. ثم إن هذه الصورة تبين أنهم لا يقفون عند حد في مطامعهم.

لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ أي لا نصدقك ولا نعترف بنبوتك حتى نرى الله جهرة عيانا. أصل الجهرة من الظهور يقال جهرت الشيء كشفته، ويقال صوت جهير، ورجل جهوري

<<  <   >  >>