عن سبب النزول بالمعنى الاصطلاحي، بل هو تعبير عن مضمون السورة. فإذا وردت حول إحدى الآيات روايتان عن سبب نزولها إحداهما تتضمن نصا صريحا في السببية، والأخرى لا تتضمن نصا صريحا قدمت الرواية التي تعبر بصراحة عن السببية.
تعدد الأسباب المروية عن نازل واحد، وكيف يرجّح بينها:
قد تروى أسباب متعددة، كلها متضمنة نصا في السببية، حول نازل واحد.
ولا يخلو الأمر حينذاك من أن تكون إحدى الروايتين أقوى سندا، فهي بهذا ترجح الرواية الأخرى. وربما يكشف البحث عن صحة إحدى الروايتين وزيف الأخرى، وهنا تختار الرواية الصحيحة. وربما كان السببان صحيحين، وأنهما وقعا في زمانين متقاربين، فنزلت الآية للحكم فيهما معا. ولو صحت روايتان عن سبب نزول آية واحدة، وكان السبب المروي في إحداهما يبعد في زمان وقوعه عن السبب المروي في الأخرى، حمل الأمر هنا على تكرار نزول الآية، وربما تكرر نزول الشيء تعظيما لشأنه.
يقول الزركشي: «وقد ينزل الشيء مرتين تعظيما لشأنه، وتذكيرا به عند حدوث سببه، خوف نسيانه. وهذا كما قيل في الفاتحة نزلت مرتين: مرة بمكة وأخرى بالمدينة ... وكذلك ما ورد في:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أنها جواب للمشركين بمكة، وأنها جواب لأهل الكتاب بالمدينة.