هؤلاء اختاروا وآثروا بعض متع الحياة الدنيا ومنافعها على الآخرة، فاستحقوا عذاب الآخرة في أعنف صوره، ولن يكون لهم هناك من نصير يلجئون إليه حتى يدفع عنهم العذاب، ومن يذله الله فما له من ناصرين.
٨٧ - وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ .... الآية
الْكِتابَ هو التوراة وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ أي أتبعنا، مأخوذ من الشيء يأتي في قفا الشيء أي بعده. وتشير هذه الآية إلى رسل بني إسرائيل الذين توالى ظهورهم وهم يوشع وشمويل وشمعون وداود وسليمان وشعيا وأرميا وعزير وحزقيل وإلياس واليسع ويونس وزكريا ويحيى وغيرهم.
واختلف في معنى إرسال هؤلاء الرسل، وهل كانوا حملة رسالات أم كانوا مجرد دعاة لحفظ شريعة موسى أو تجديد ما اندرس من معالمها.
ذهب البعض إلى أن الرسل تواتر ظهورهم في بني إسرائيل بعد موسى، وظهر بعضهم في أثر بعض والشريعة واحدة، حتى ظهر عيسى فجاء بشريعة جديدة، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى:
وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ فإنه يقتضي أنهم على حدّ واحد في الشريعة، يتبع بعضهم بعضا فيها ويذهب البعض الآخر إلى أن كل رسول لا بد أن يضيف جديدا.