يرى المعتزلة أن هذه الآية تنفي إمكان الشفاعة للعصاة. فالمعتزلة يرون أن شفاعة الرسول تكون للمستحقين للثواب، وتأثير الشفاعة تكون في أن تحصل لهم زيادة في
الثواب. واستدلت المعتزلة بهذه الآية وبغيرها على أن الشفاعة لا تكون لأهل الكبائر. أما أهل السنة فيقولون إن لشفاعة الرسول تأثيرها في إسقاط العذاب عن المستحقين للعقاب، إما بأن يشفع لهم يوم القيامة حتى لا يدخلوا النار، أو بأن يخرجهم من النار إن كانوا قد دخلوها. ومعروف أن أهل السنة لا ينعتون مرتكب الكبيرة بالكفر إذا كان قد أقر بالإيمان. ومن هنا أجازوا أن يشمله اللطف الإلهي. لكن الشفاعة لا تكون للكفار. أما المعتزلة فهم بناء على قولهم بالوعد والوعيد أي بوجوب مكافأة المطيع ومعاقبة العاصي، لا يقولون بإمكان الشفاعة يوم القيامة.
قدم الله تعالى ذكر نعمه على بني إسرائيل إجمالا، ثم بين بعد ذلك أنواع تلك النعم على سبيل التفصيل، ليكون أبلغ في التذكير وأعظم في الحجة. فكأنه قال: اذكروا نعمتي، واذكروا إذ فرقنا بكم البحر. وهذه الآية تذكر النعمة الأولى وهي إنجاء اليهود من آل فرعون. أصل الانجاء والتنجية هو التخليص، وللفعل لغتان: نجّي وأنجى. وقالوا للمكان العالي نجوة لأن من صار إليه نجا أي تخلص، ولأن الموضع المرتفع بائن عما انحط عنه، فكأنه متخلص منه.
(آل) أصلها أهل ولذلك يصغر بأهيل، فأبدلت هاؤه ألفا، وخصّ استعماله بأولي الخطر والشأن كالملوك وأشباههم. وقيل: الأهل أعم من الآل. يقال أهل الكوفة وأهل البلد، ولا يقال آل الكوفة وآل البلد. فمعنى ذلك أن الآل تطلق على أقارب الرجل وخاصة أهله.