يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ.
لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ الفساد ضد الصلاح، وهو خروج الشيء عن كونه منتفعا به. والمراد بالفساد في الارض هنا إظهار معصية الله. فالله قد سن الشرائع لإقرار السلام في الأرض وتحقيق مصلحة الناس. فمن كان كافرا بالشرائع كان داعيا إلى الفساد، لأن ترك الشريعة يؤدي إلى الفوضى الاجتماعية، ويسمح بوقوع العدوان على الناس، وهذا فساد كبير.
وقيل إن المقصود بالفساد هو مساندة الكفار في الخفاء مع إظهار الإيمان، فهم بذلك يزيدون الكفار قوة وعنادا.
قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ الذين قالوا إنما نحن مصلحون هم المنافقون. ومعنى ذلك أنهم جحدوا فساد فعلهم، وبالغوا في النفاق، فوصفوا سوء عملهم بالصلاح. وهو لون من الإصرار والعناد الذي يتصف به مثلهم من الكفار، وإن حاولوا أن يلبسوا الفساد ثوب الصلاح، كذبا ورياء. وربما كان ادعاؤهم صلاح عملهم أنهم يردون على من ينصحهم بالانحياز الواضح إلى جانب المؤمنين بقولهم: إنهم إنما وقفوا هذا الموقف المذبذب بين الإيمان والكفر ليصلحوا بين الفريقين.
١٢ - أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ
في هذه الآية يكذب الله دعوى المنافقين، ويعلن أنهم هم المفسدون بكفرهم ونفاقهم، لكنهم لا يشعرون لفساد مداركهم، من جراء ميلهم مع الهوى واتباعهم لما توحي لهم به قلوبهم المريضة.