[الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل للإمام الزمخشري]
[التعريف بالمؤلف]
هو أبو القاسم، محمود بن عمر بن عمر الخوارزمي، الإمام الحنفي المعتزلي، الملقب بجار الله، لأنه سافر الى مكة وجاور بها زمانا حتى عرف بهذا اللقب واشتهر به وصار كأنه علم عليه. ولد سنة ٤٦٧ هـ بزمخشر، وهي قرية في خوارزم، وتوفي سنة ٥٣٨ بجرجانية خوارزم بعد عودته من مكة، حيث رثاه الكثيرون، وقال بعضهم:
فأرض مكة ندّى الدمع مقلتها ... حزنا لفرقة جار الله محمود (١)
لقي كبار العلماء وأخذ عنهم عند ما قدم بغداد، ولقد ذاع صيته وطار ذكره حتى صار إمام عصره من غير مدافعة، وكان كلما دخل إلى بلد اجتمع عليه اهلها وتتلمذوا له، كما اعترف بفضل علمه وغزارة فقهه كل من ناظره أو ناقشه.
«كان الزمخشري معتزلي الاعتقاد، متظاهرا باعتزاله، حتى نقل عنه: أنه كان إذا قصد صاحبا له واستأذن عليه في الدخول، يقول لمن يأخذ له الإذن:
قل له، أبو القاسم المعتزلي بالباب. وأول ما صنّف كتاب الكشاف كتب