توصف السورة بأنها مكية أو مدنية تبعا لما يغلب عليها، أو تبعا لفاتحتها.
فإذا نزلت فاتحة سورة بمكة سميت مكية، وإن نزلت فاتحة السورة بالمدينة سميت مدينة. لكننا يجب أن ننتبه هنا إلى التفسير الاصطلاحي الذي أخذنا به، وهو أن المكي ما كان سابقا على الهجرة، والمدني ما نزل بعد الهجرة. فمعنى ذلك أن السورة التي نزلت فاتحتها قبل الهجرة تعتبر سورة مكية، والسورة التي نزلت فاتحتها بعد الهجرة تعتبر سورة مدنية، ويستثنى من كل سورة مدنية ما بها من آيات نزلت قبل الهجرة فهذه تعد مكية كما يستثنى من السور المكية ما بها من آيات نزلت بعد الهجرة لأن هذه الآيات تعد مدنية. فهناك سور اجتمع بها المكي والمدني، وسور كل آياتها مكية وأخرى كل آياتها مدنية. وهناك خلاف حول بعض السور من حيث وصفها بأنها مكية أو مدنية.
ومن الجدير بنا أن نذكر هنا أن ترتيب الآيات في مواضعها كان توقيفا، فالرسول هو الذي أمر به، بوحي من ربه.
وهناك روايات تعين السور المكية والسور المدنية وترتيب نزولها، وما يستثنى من المكية من آيات مدنية، وكذلك ما يستثنى من المدنية من آيات مكية.
ويورد الزركشي رواية تبين السور التي نزلت بمكة مرتبة بتاريخ نزولها على الوجه التالي:
[أول ما نزل بمكة:]
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ، ثم ن وَالْقَلَمِ، ثم يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، ثم يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، ثم تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ، ثم إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، ثم سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، ثم وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى،