للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فيما ادعيتم علمه من أسرار الحكمة الإلهية، حتى تساءلتم عن حكمة خلق آدم وذريته.

٣٢ - قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ

الحكمة نقيض السفه. والإحكام الإتقان. والحكمة هي التي تقف بك على أمر الحق الذي لا يخلطه باطل، والصدق الذي لا يشوبه كذب. ويقال: حكمة بالغة. ورجل حكيم إذا كان ذلك شأنه، وكانت معه أصول من العلم والمعرفة.

بالحكمة في الإنسان هي العلم الذي يمنع صاحبه من الجهل.

قال الملائكة: تنزيها لك وتعظيما عن أن يعلم الغيب أحد سواك. أو تنزيها لك وتعظيما عن أن يعترض على فعلك، مهما جهلنا الحكمة فيه.

لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا معناه: إنا لا نعلم إلا بتعليمك، وليس هذا فيما علمتنا. ولو أنهم اقتصروا على قولهم: لا علم لنا لكان كافيا في الجواب، لكن أرادوا أن يضيفوا إلى ذلك تعظيم الله والاعتراف بإنعامه عليهم بالتعليم، وأن جميع ما يعلمونه إنما هو مما تفضل الله به عليهم. وبهذا تقرر فضل آدم إذ علّمه الله ما لم يعلم الملائكة ورفع بهذا درجته عندهم.

إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ أي العالم بجميع المعلومات. والعليم صيغة مبالغة من علم. فالعليم فوق العالم.

وقيل إنها تعني أن الملائكة أثبتوا لله ما نفوه عن أنفسهم من العلم، الذي لا يحتاج صاحبه إلى تعلم، في حين أن ما علموه كان تعليما تفضل به الله عليهم.

<<  <   >  >>