أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ كان اليهود من بني إسرائيل إذا أتاهم رسول بخلاف ما يهوون كذبوه، وإن تهيأ لهم قتله قتلوه. وقد عرف عنهم قتل بعض الأنبياء، كما أنهم قاموا بمحاولة لقتل محمد، إذ أهدت امرأة يهودية شاة مسمّمة إلى الرسول، وقال عليه السلام عند موته «ما زالت أكلة خيبر تعاودني»، وكان ذلك إشارة إلى أكله قطعة من لحم تلك الشاة المسممة
(غلف) جمع أغلف، والأغلف هو ما أحاط به غلاف، فالمعنى: قلوبنا مغشاة بأغطية مانعة من وصول أثر دعوتك إليها. وشبيه بذلك ما حكاه القرآن من قولهم:
قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ ويفسر المعتزلة هذه الآية بأسلوب يبين أن ما ادعاه هؤلاء من أن قلوبهم غلف لم يكن سوى تأثير كفرهم وعنادهم. يقول الزمخشري.
«ثم ردّ الله أن تكون قلوبهم مخلوقة كذلك لأنها خلقت على الفطرة والتمكن من قبول الحق، بأن الله لعنهم وخذلهم بسبب كفرهم، فهم الذين غلفوا قلوبهم بما أحدثوا من الكفر الزائغ عن الفطرة وتسببوا بذلك في منع الألطاف التي تكون لمن يتوقع إيمانهم، وللمؤمنين». أما أهل السنة فيرون أن الله خلق قلوبهم على هذه الصورة حينما اختاروا الكفر على الإيمان.