كان المشركون يقولون عن القرآن إنه لو كان من عند الله لم ينزل نجوما، سورة بعد سورة، وآيات في اثر آيات، على حسب النوازل، وعلى سنن ما نرى عليه أهل الخطابة والشعر حيث يخطبون أو ينظمون الشعر في المناسبات التي تدعو إليهما، فلو أنزله الله لأنزله جملة. قال تعالى:
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً هذه الآية ترد على اعتراض المشركين فتقول: إن كنتم في شكّ ممّا أنزل الله على محمد فأتوا بسورة من مثله، تجاريه في بيانه وحكمته وحسن نظمه.
وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ الشهداء جمع شهيد بمعنى الحاضر، أو القائم بالشهادة مِنْ دُونِ اللَّهِ أي غير الله، فالمعنى: ادعوا الذين اتخذتموهم آلهة من دون الله، وزعمتم أنهم أربابكم. وقيل إن الشهداء تعني الأعوان والأنصار، فيكون المعنى حينذاك:
وادعوا من يشهدون لكم من دون الله على أنكم قد استطعتم معارضة القرآن.
إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فيما زعمتم من قدرتكم على معارضة القرآن. ففي آية أخرى حكى القرآن عن المشركين أنهم قالوا: