للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اسْكُنْ، ورَغَداً وصف للمصدر، أي كلا أكلا رغدا واسعا رافها.

حَيْثُ للمكان المبهم، فهو يعني أيّ مكان من الجنة، شِئْتُما كانت إباحة الأكل من أي موضع في الجنة، حتى لا يبقى لهما عذر في التناول من شجرة واحدة بين أشجارها التي تفوق الحصر. وكانت الشجرة فيما قيل الحنطة أو الكرمة أو التينة.

فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ أي من الذين ظلموا أنفسهم بمعصية الله.

هناك تفصيلات قد يسأل عنها في تفسير هذه الآية، منها موضع الجنة التي سكنها آدم في أول الأمر. وهذا من الغيب المحجب الذي لا نعرف شيئا عنه، ولا ضرورة لمعرفته من أجل فهم الآية.

وتتضمن هذه الآية أساسا مهما من أسس التشريع، قوامه أن طاعة الله الله واجبة، في جميع الأحوال، مهما خفي سرّ التكليف على العقل. فآدم قد أبيح له الأكل من جميع الأشجار فيما عدا شجرة واحدة. وقد يميل العقل المجرد إلى مناقشة هذا الأمر، والقول بأنه لا فرق بين شجرة وأخرى، ويغري الإنسان بمخالفة صريح الأمر. إن هذه الآية تعلمنا أن طاعة الأمر الصريح مقدمة على كل قياس نظري، أو تفكير منطقي بحت. ولقد كان أمر آدم وزوجته بألا يأكلا من الشجرة تدريبا لهما على الالتزام بما تأمر به شريعة الله. لقد كان

<<  <   >  >>