للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يفسر الاستهزاء من جانب الله على أساس أن ضرر استهزاء المنافقين راجع إليهم غير ضار بالمؤمنين، فكأن الله استهزأ بهم ورد كيدهم من حيث لا يعلمون.

وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ قال الزمخشري: «مدّ الجيش وأمده إذا زاده وألحق به ما يقويه ويكثره.

وكذلك مدّ الدواة وأمدها إذا زادها ما يصلحها، ومددت السراج إذا أصلحته بالزيت، ومددت الأرض إذا أصلحتها بالسماد. ومدّه الشيطان في الغيّ وأمده إذا واصله بالوسواس. وقال البعض: مدّ يستعمل في الشر وأمدّ في الخير. قال تعالى:

وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا وقال في النعمة وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ فمعنى قوله:

وَيَمُدُّهُمْ أي أنه يزيد صفاتهم الشيطانية بتهيئة موادها وأسبابها التي هي مشتهياتهم وأموالهم ومعايشهم من الدنيا التي اختاروها بهواهم في حالة كونهم متحرين، فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (والطغيان) هو الغلو في الكفر ومجاوزة الحد في العتو. (العمه) مثل العمى إلا أن العمى عام في البصر والرأي، والعمه في الرأي خاصة، وهو التردد والتحير، فالمصاب به لا يدري أين يتوجه.

<<  <   >  >>