القول التاسع: أن آخر ما نزل هو خاتمة سورة الكهف، وفيها يقول سبحانه:
فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً القول العاشر: أن آخر ما نزل هو سورة إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وليس في هذه الأقوال قول مرفوع إلى النبي عليه السلام، وهي جميعا مستندة إلى اجتهادات الصحابة. قال القاضي أبو بكر في كتابه «الانتصار»: «وهذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ويجوز أن يكون قال قائله بضرب من الاجتهاد، وتغليب الظن. وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط.
ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه، أو قبل مرضه بقليل، وغيره سمع منه بعد ذلك، وإن لم يسمعه هو لمفارقته له، ونزول الوحي عليه بقرآن بعده.
ويحتمل أيضا أن تنزل الآية، التي هي آخر آية تلاها الرسول مع آيات نزلت معها، فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته، فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب». (انظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي: ج ١، ص ٢١٠).
وقد استغرق نزول القرآن فترة البعثة النبوية، فقد بدأ الوحي ينزل على الرسول منذ مبعثه، وتتابع النزول إلى قرب انتهاء حياة الرسول. ويختلف تقدير هذه المدة
(١) المصدر السابق، ص ٢٦ - ٢٨. الزركشي: البرهان، ج ١ ص ٢٠٩ - ٢١٠.