للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها (البقرة: ١٠٦) وكذلك بقوله تعالى:

وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ.

(النحل: ١٠١) ولقد تهجم بعض أعداء الإسلام على الكتاب الكريم، مدّعين أن النسخ هو من قبيل «البداء: والبداء فكرة قال بها بعض غلاة الفرق الإسلامية، وتعني أن الله

يقدر أمرا، ثم يبدو له فيعدل عنه». إن القول بالنسخ في الشريعة بعيد كل البعد عن فكرة البداء التي قالت بها الفرق الغالية. فالله قد أنزل الكتاب على رسوله حلال أكثر من عشرين عاما. ولقد تعلم المسلمون أحكام الشريعة خلال هذه الأعوام، ونزل عليهم من الأحكام في مختلف الظروف ما اقتضت الحكمة الإلهية خفيفة أو تعديله، رعاية لصالح المجتمع الإنساني.

يقول الزركشي: «والعلم به عظيم الشأن، وقد ألف فيه جماعة كثيرون منهم قتادة بن دعامة السدوسى (وكان من التابعين توفي عام ١٨٨ هـ)، وأبو سيد القاسم بن سلام (توفي عام ٢٢٣ هـ). وأبو داود السجستاني (توفي عام ٢١٥ هـ)، وأبو جعفر النحاس (المتوفي عام ٣٣٨ هـ)، وهبة الله بن سلام (المتوفي ٤١٠ هـ) وابن العربي (صاحب كتاب أحكام القرآن، توفي عام ٥٤٦ هـ)، وابن الخوزي (المتوفي عام ٥٩٧ هـ، وابن الأنباري (المتوفي عام ٣٢٨ هـ) ومكي بن أبي طالب المتوفي عام ٣١٣ هـ). (١)


(١) الرمان، ج ٢، ص ٢٨.

<<  <   >  >>