للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لدين الإسلام بالكلية، فضلًا عن أن يكون من خاصَّة أولياء الله، وإنما هو من أولياء الشيطان وخلفائه ونوَّابه، وهذا الموضع مقطع ومفرق بين زنادقة القوم، وبين أهل الاستقامة منهم، فحرِّكْ تَرَه" (١).

ومن أدلتهم على كونه نبيًّا:

١ - قال تعالى: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} (٢).

٢ - قال تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} (٣).

قال ابن كثير - رحمه الله -: "فلو كان وليًّا وليس بنبيٍّ لم يخاطبه موسى - عليه السلام - بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى - عليه السلام - هذا الرد، بل موسى - عليه السلام - إنما سأل صحبته لينال ما عنده من العلم الذي اختصه الله - عز وجل - به دونه، فلو كان غير نبيٍّ لم يكن معصومًا، ولم تكن لموسى - عليه السلام - وهو نبيٌّ عظيمٌ ورسولٌ كريمٌ واجبُ العصمة كبيرُ رغبةٍ ولا عظيمُ طَلِبَة في علمِ وليٍّ غيرِ واجب العصمة، ثمَّ لما اجتمع به تواضع له وعظَّمه واتبعه في صورة مستفيد منه، دلَّ على أنَّه نبيٌّ مثلُهُ يُوحى إليه كما يُوحى إليه" (٤).


(١) مدارج السالكين ٢/ ٤٩٦.
(٢) سورة الكهف: ٨٢.
(٣) سورة الكهف: ٦٦ - ٧٠.
(٤) البداية والنهاية ٢/ ٢٤٨ - ٢٤٩، وينظر: تفسير ابن كثير ٥/ ١٧٠.

<<  <   >  >>