للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغيرها من مدن المغرب (١)، وطريقتهم لإحياء موسمهم "الطواف بالشوارع من الصباح إلى المساء، يطبلون ويزمرون، ويرقصون بدون فتور ولا راحة، ويفترسون لحوم الغنم والمعز قبل موتها بعد أن يبقروا بطونها، ويمزقوا أحشاءها، فتتلوث أبدانهم، وثيابهم بالدماء، ويأكلون تلك اللحوم الملوثة" (٢).

"وقد اشتهرت الطريقة العيساوية باستعمالها للمدائح بصوت عال، وتعرف هذه المدائح بحزب سبحان الدائم الذي هو في الأصل لمحمد بن سليمان الجزولي، ولكن الحزب في ليبيا أضيف إليه حزب الفلاح، وأضحى التوسل بالأولياء من ضمن هذا الورد الذي لم يكن فيه أصلًا، ومن ملامح هذه الطريقة الجمع بين الذكر والمدح والحضرة، واستخدام الموسيقى الأندلسية" (٣).

[٩ - الطريقة التباغية]

تُنسب لمؤسسها عبد العزيز بن عبد الحق الحرّار المعروف بالتباغ، المتوفى سنة أربع عشرة وتسعمائة، من مواليد مراكش، وكان يلزم أتباعه بأوراد الجزولي، ولكن لم يبق لهذه الطائفة اليوم أثر، إلا أن الذي يعمر زاويتها اليوم النساء عشية الجمعة (٤).

[١٠ - الطريقة الغزوانية]

تُنسب لمؤسسها محمد بن عبد الله بن أحمد الغزواني، المتوفى سنة خمس وثلاثين وتسعمائة، وهو تلميذ عبد العزيز التباغ الذي أذن له بفتح زاوية له، وبعد وفاة شيخه أنشأ طريقته التي سمَّاها على اسمه، ولهذه الطائفة اصطلاحات وأعمال غريبة، ومن قبيح مثالبهم قولهم: الفاتحة في نظير ما يوهب لهم من الناس، وذلك عند


(١) ينظر: الرحلة المراكشية أو مرآة المساوي الوقتية، ص ١٨٤، أضواء على التصوف بالمغرب الطريقة العيساوية نموذجًا، ص ٢٢.
(٢) إشكالية الفكر الصوفي، ص ٨٥.
(٣) موسوعة التصوف، ص ٣٥٨.
(٤) ينظر: الرحلة المراكشية، ص ١٨٠، معلمة التصوف الإسلامي ٢/ ٩٩.

<<  <   >  >>