للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "والله سبحانه قد أخبر أنه يصطفي من الملائكة رُسُلًا ومن النَّاس، والاصطفاء: افتعال من التصفية، كما أن الاختيار: افتعال من الخيرة، فيختار من يكون مصطفى ... والله سبحانه اتخذ رَسُولًا فضَّله بصفاتٍ أُخرى لم تُكن موجودةً فيه من قبل إرساله، كما كان يُظهر لكلِّ من رأى موسى وعيسى ومحمَّدًا من أحوالهم وصفاتهم بعد النُّبُوَّة" (١).

رابعًا: الإيمان بالنَّبيِّ محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وذكر ما جاء في خصائصه

ذكر ابن عجيبة بعضًا من الأمور التي يتضمَّنها الإيمان بنبيِّنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وخصائصه وهي:

١ - أنَّ رسالتَه عامَّةٌ للثقلين.

قال في تفسيره لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (٢): "وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ أي: جميعًا، إنسهم وجِنّهم، عَربيّهم وعجميّهم، أحمرهم وأسودهم، وقدَّم الحال للاهتمام" (٣).

قال الطبري - رحمه الله -: "يقول -تعالى ذكره-: وما أرسلناك يا محمَّدُ إلى هؤلاء المشركين بالله من قومك خاصَّة، ولكنَّا أرسلناك كافة للنَّاس أجمعين، العرب منهم، والعجم، والأحمر والأسود، بشيرًا من أطاعك، ونذيرًا من كذَّبك {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} أنَّ الله أرسلك كذلك إلى جميع البشر" (٤).


(١) النبوات ١/ ٣٠.
(٢) سورة سبأ: ٢٨.
(٣) البحر المديد ٤/ ٤٥٩.
(٤) جامع البيان ٢٠/ ٤٠٥.

<<  <   >  >>