للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: مسائل الألوهية]

أولًا: تعريف الألوهية لغةً واصطلاحًا

قال ابن فارس: "الألف واللام والهاء أصلٌ واحد، وهو التعبُّد، فالإلهُ: الله تعالى، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّه معبود، ويُقال تألَّه الرَّجلُ: إذا تعبَّد اشتقاقًا، (وإله) كفعال بمعنى مألوه، وكل ما اتُخذ معبودًا (إله) عند متخذه" (١).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإنَّ الإله هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحق أن يُعبد، وكونه يستحق أن يُعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع، والعبادة تتضمَّن غاية الحبِّ بغاية الذل" (٢).

وقال في موضع آخر: "هو المألوه الذي تألهه القلوب، وكونه يستحق الإلهية مستلزم لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبودًا محبوبًا لذاته إلا هو الله - عز وجل - " (٣).

وقال ابن القيم: "والإله هو الذي تألهه القلوب محبَّةً وإنابةً وإجلالًا وإكرامًا وتعظيمًا وذُلًّا وخضوعًا وخوفًا ورجاءً وتوكُّلًا" (٤).

وقال ابن رجب: "الإله: هو الذي يُطاع فلا يُعصى هيبةً له وإجلالًا ومحبَّةً وخوفًا ورجاءً وتوكُّلًا عليه وسؤلًا منه ودعاءً له، ولا يصلح هذا كلُّه إلا الله - عز وجل -،


(١) ينظر: مقاييس اللغة ١/ ١٢٧، ومختار الصحاح، ص ٢٢، ولسان العرب ١٣/ ٤٦٧، وتاج العروس ٩/ ٣٧٤، والقاموس المحيط، ١٦٣٠.
(٢) مجموع الفتاوى ١٠/ ٢٤٩.
(٣) اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ٢٨٥، وينظر: كتاب العبودية، له، ص ٣٥.
(٤) إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان ١/ ٧٢.

<<  <   >  >>