الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمَّد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فالكمال البشري عزيز، ويأبى الله العصمة لكتابٍ غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه، والمقام هنا لذكر أهم نتائج البحث وهي كالآتي:
١ - طَرَق التصوف أبواب مدينة تطوان في أوائل القرن الحادي عشر، وانتشرت الطرق الصوفية التي كان لها أثر على الحياة الاجتماعية في مدينة تطوان، وتكوَّنت قبل قيام ابن عجيبة بدعوته لطريقته الصوفية مثل: الطريقة الريسونية، والعيساوية، والناصرية.
٢ - لم تكن طريقة ابن عجيبة معروفة بين سُكَّان أهل تطوان أو كانت غريبة عليهم، فعندما دخل عليهم ومعه الفقراء رافعين أصواتهم بالذكر لابسين الجلابية الغليظة تعجَّبوا منهم، واستنكروهم.
٣ - لم يكن الكلام في الحقائق -حسب مصطلحات الصوفية- معروفًا ومنتشرًا بين أهل تطوان إلا في سنة ١٢٠٨ هـ، وهي السَّنة التي أصبح فيها ابن عجيبة صوفيًّا درقاويًّا، ولا يعني ذلك أنه لم يكن متصوفًا، بل ذكره لكرامات أسرته وخلواتهم وعزلتهم دالة على تأثُّره بالتصوف منذ حداثة سِنِّة، فلقد وجد ابن عجيبة في مدينة تطوان منذ أواخر سنة ١٢٠١ هـ إلا أنه لم يكن سالكًا للطريقة الصوفية الدرقاوية رسميًّا إلا سنة ١٢٠٨ هـ.
٤ - عاش ابن عجيبة في القرن الثالث عشر الهجري، ويعدُّ مؤسسًا ومجددًا