للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: وحدة الوجود]

أولًا: معنى وحدة الوجود في اللغة

قال ابن فارس: "الواو والحاء والدالُ أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الانفراد، من ذلك الوَحْدة" (١)، ووحد الشَّيء: جعله واحدًا، والواحد: المنفرد بذاته في عدم المثل والنظر (٢).

والوجود: الثبوت والحصول، ويطلق على الوصف الذي تشترك فيه الكائنات، فيميزها عن المعدومات، فيقال: "ووجد الشيء عن عدم فهو موجود" (٣).

ثانيًا: معنى وحدة الوجود اصطلاحًا

عقيدة الصوفية في وحدة الوجود تكمن في قولهم إنَّ الله - عز وجل - والعالم شيءٌ واحد (٤).

قال الكاشاني: "وجود مقام يضمحل رسم الوجود فيه بالكلية بحصول الواجد في عين الأزلية، والمراد: وجود الحق عينه بعينه، حيث لا رسم، ولا اسم" (٥).

وقال ابن عربي: "العارف من يرى الحقَّ في كلِّ شيء، بل يراه عين كلِّ شيء" (٦).

فهم يعتقدون أنَّ الله كل ما يرى.


(١) مقاييس اللغة ٦/ ٩٠.
(٢) ينظر: القاموس المحيط ١/ ٣٤٣، المعجم الوسيط ٢/ ١٠١٦.
(٣) ينظر: لسان العرب ٣/ ٤٤٥.
(٤) ينظر: مجموع الفتاوى ٢/ ٤٦٦.
(٥) معجم اصطلاحات الصوفية، ص ٣٧١.
(٦) فصوص الحكم ٢/ ٣٥٨.

<<  <   >  >>